من المفترض أن يكون الشخص مبتهجاً دائماً في حياته وهو في سن العشرينيات، لكن عادة لا يحدث ذلك، فيصبح هذا العقد من عمر الإنسان فترة ممتدة من الوحدة والتجارب المحيرة.
وقد تمضي تلك السنوات بسرعة كبيرة لكنها من الممكن أيضاً أن تكون الأهم في حياة الشخص.
وفي دراسة العشرات من قصص الحياة التي كتبها أشخاص ناجحون وبارزون قبل وفاتهم بفترة قصيرة، اكتشف باحثون في عدد من الجامعات الأميركية أن اللحظات الأكثر أهمية والتي حددت مسار السنوات المقبلة في حياة هؤلاء الأشخاص كانت مركزة بشكل أساسي خلال العشرينيات من عمرهم.
وعلى سبيل المثال، استفاد ستيف أدكوك وهو خبير مالي يكتب مدونة حول كيفية تحقيق الاستقلال المالي، من سن العشرينيات لتحقيق هدفه المتمثل في التقاعد مبكراً والسفر في أنحاء أميركا مع زوجته.
وفي عام 2016 تقاعد وهو في سن الـ35 عاماً بعد أن جمع حوالي 870 ألف دولار بالعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات، وبالاستثمارات الصحيحة ارتفعت ثروته هو وزوجته كورتني التي تقاعدت في سن الـ33 عاماً إلى مليون دولار بعد فترة وجيزة.
وأرجع أدكوك نجاحه إلى عادات ذكية تبناها خلال فترة العشرينيات من عمره إليك أبرزها:
أدكوك يرى أن التنقل كثيراً بين الوظائف أحد أفضل القرارات التي من الممكن اتخاذها في الحياة المهنية.
وأضاف: إذا لم تكن تنتقل بانتظام بين عدة وظائف فإنك تفوت فرص للحصول على رواتب أفضل..لقد غيرت وظيفتي خمس مرات على مدار حياتي المهنية التي استمرت 14 عاماً وكنت أحصل على زيادة في الراتب تتراوح ما بين 15% إلى 20% كل مرة.
وأكدت جوليا بولاك كبيرة الاقتصاديين لدى ZipRecruiter لـ CNBC على أن الفارق في نمو الأجور بالنسبة للأشخاص المتنقلين بين الوظائف وغيرهم الذين يبقون في وظائفهم عند مستوى قياسي حالياً.
وقد حصل أصحاب الفئة الأولى على زيادة في أجورهم بنحو 7.7% في نوفمبر تشرين الثاني على أساس سنوي مقارنة بزيادة 5.5% بالنسبة لأصحاب الفئة الثاني، وذلك بحسب بيانات الاحتياطي الفدرالي في أتلانتا.
ومع ذلك شدد أدكوك على أهمية عدم المبالغة في عملية التبديل بين الوظائف والبقاء في المنصب لمدة عام واحد على الأقل لأن بعض أصحاب العمل لن يتجهوا لتوظيف مرشحين سيتخلوا عنهم بعد فترة قصيرة من الوقت.
سن العشرينيات هي الأفضل للخروج من منطقة راحتك والمجازفة، لذلك إذا كنت تعمل في وظيفة سهلة ومنخفضة التوتر فإنك في الطريق الخطأ.
هذه الفترة يكون الفرد لديه طاقة أكبر ومسؤوليات أقل، لذلك يجب الاستفادة القصوى منها.
ويتذكر أدكوك أنه في بداية العشرينيات رفض منصب في درجة مدير خوفاً من الفشل ولأنه لم يشعر بالثقة أو الاستعداد.
لذلك يرى أن قول نعم أمام الترقيات والفرص في وقت مبكر من حياتك المهنية سيؤدي غالباً إلى نتائج أفضل على المدى الطويل، فهو يساعد على تعزيز الخبرة ودفع الحياة المهنية إلى الأمام.
على الرغم أن التقاعد يبدو بعيداً بالنسبة للشباب في مقتبل العمر، لكن طريقة الإنفاق والإدخار في العشرينيات قد تحدد نوعية الحياة التي ستعيشها عندما تتقدم في السن.
ويؤكد أدكوك أنه إذا لم تفكر في أي من استراتيجيات الإدخار للتقاعد فإنك ستندم لاحقاً، فإذا كان الشخص يطمح إلى حياة غنية فإنه ينبغي دائماً التفكير في فترة الـ10 سنوات المقبلة.