يغزو الذكاء الاصطناعي العالم ببطء؛ فتنقل الروبوتات الطائرة الطعام، وتُنظّف المكانس الآلية المنازل، وتُنشئ المساعدات الافتراضية المكالمات، وتُصمم الروبوتات الأعمال الفنية.
يتوقع الكاتب الأميركي تايلر ويتسمان -في تقريره الذي نشرته مجلة "فوربس" (Forbes) الأميركية- أن يشهد العقد القادم ثورة في الذكاء الاصطناعي الذي بدوره سيغير تماما الطريقة التي نؤدي بها أعمالنا التجارية، ذاكرا 6 أنواع من الذكاء الاصطناعي قد تحقق نتائج مذهلة لعملك عند تنفيذها بالطريقة الصحيحة.
وأوضح الكاتب أن الأجهزة الذكية حلّت محل الأجهزة المنزلية القديمة تقريبا، وسهّلت على الناس حياتهم؛ بدءًا من أجهزة التلفزيون ووحدات التحكم في الألعاب إلى منظمات الحرارة ومصابيح الإضاءة. وعلى نحو متزايد، أصبحت هذه الأجهزة قادرة على محاكاة النماذج اللغوية الكبيرة والتركيب الدقيق للكلام البشري بسعر رخيص، فإذا كنت تمارس نشاطًا تجاريًا مشابهًا، ففكر في استخدام حلول الذكاء الاصطناعي الحديثة لجعل منتجاتك الذكية خيارات جذابة في السوق.
وأفاد بأنه في عام 2020، طرحت شركة "آي روبوت" ( iRobot) -المصنعة لمكنسة "روبوت رومبا" (Roomba robot)- منصة متكاملة من الذكاء الاصطناعي أطلقت عليها اسم "آي روبوت جينيس هوم إنتيليجنس" (iRobot Genius Home Intelligence)، تتيح من لمستخدمي "رومبا" أن يكونوا أكثر دقة فيما يتعلق باحتياجاتهم ورغباتهم؛ حيث تأتي المكنسة الكهربائية الآن بكاميرات مدمجة ورؤية آلية للتعرف على الأثاث.
وتباع مكنسة "رومبا" بأسعار ممتازة بعد هذه الترقية، حتى أنها لفتت انتباه عمالقة الصناعة، مثل أمازون التي تخطط للحصول على خط إنتاج "رومبا" قريبًا.
ونصح الكاتب من يعمل في مجال الأجهزة الذكية أن يفكر في الاستثمار بكثافة في سياسات الأمان وخصوصية البيانات، لبناء الثقة مع عملائه في ظل الخوف الذي يعتري المستهلكين بشأن استخدام بياناتهم.
وذكر الكاتب أن روبوت المحادثة -أو "شات بوت" (Chatbot)- هو برنامج يُحاكي سلوك المحادثة في الحياة الواقعية للبشر، إذ يمكنه التحدث إلى شخص ما من خلال الدردشة أو الصوت، وتفسير كلماته والرد وفقا لها.
وأشار الكاتب إلى أن روبوتات المحادثة المدعومة بالذكاء الاصطناعي تجمع بين الروبوتات المستندة إلى القواعد (التي تجيب عن أسئلة محددة بطريقة محددة مسبقا)، وروبوتات الذكاء التي تتعلم لغة المستخدمين بمرور الوقت، بل يمكنها تذُكّر تفضيلات العملاء وفهم سياق المحادثات من خلال معالجة اللغة البشرية إلى جانب التعلم الآلي.
وتوقعت شركة "آي بي إم" (IBM) أن برامج المحادثة الآلية يمكن أن تساعد الشركات على تقليل تكاليف خدمة العملاء بنسبة 30%، وذلك عن طريق تسريع مدة الاستجابة والإجابة عن 80% من أسئلة العملاء الروتينية. ومع ذلك، قد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تصبح سرعة ودقة نماذج تحويل الكلام إلى نص وتحويل النص إلى كلام كافية لاستبدال موظفي استقبال المكالمات بالكامل.
وأفاد الكاتب بأنه يمكن للذكاء الاصطناعي قراءة الوجه البشري والتعرف عليه بناءً على معالم الوجه المحددة مسبقًا، والتي تشمل المسافة بين العينين ومن الذقن إلى الجبهة. ولكل شخص بصمة وجه مختلفة يستخدمها برنامج التعرف على الوجه للمقارنة مع الوجوه الأخرى في قاعدة البيانات.
وتُستخدم ميزة التعرف على الوجه الآن في العديد من الصناعات لأسباب أمنية في المقام الأول، وتعدّ ذات قيمة للشركات الكبيرة والصغيرة، إذ يمكنك تقييد وصول الأشخاص إلى بياناتك، مما يضمن سلامة معلوماتك الحساسة.
بحسب الكاتب، يعد كل من "أليكسا" (Alexa) و"كورتانا" (Cortana) و"مساعد غوغل" (Google Assistance) و"سيري" (Siri) من المساعدات الذكية المعروفة في السوق اليوم.
وتتوقع شركة "ستاتيستا" (Statista) المتخصصة في بيانات السوق والمستهلكين أنه سيكون هناك حوالي 8 مليارات مساعد صوتي رقمي في العالم بحلول عام 2024، في ظل إقبال الشركات على تبنّي المساعدات الذكية، مما يعزز من تجربة المستخدم.
ويقدم المساعد الذكي خدمات متنوعة للسماح للمستخدمين بالتحكم في أجهزتهم والبحث عن المعلومات عبر الإنترنت من خلال الأوامر الصوتية، كما أنه يستطيع القيام بمعظم ما تفعله على هاتفك الذكي بنفسك.
ولفت الكاتب إلى أن المساعد الافتراضي يستخدم اللغة البشرية وميزة التعرف على الوجوه وتحديد الأشياء للتعرف على عادات المستخدم وتفضيلاته، وبعد ذلك يقترح المنتجات والخدمات ذات الصلة بالمستخدمين، مما يؤدي إلى مزيد من التحويلات للأعمال.
وفي العقد القادم، من المتوقع أن تزداد جودة المساعدات الافتراضية و"العامل البشري" فيها بشكل كبير، مما قد يتسبب في زيادة استخدامها بشكل كبير.
وقال الكاتب إن توصيات المنتجات المخصصة تستند إلى تفضيلات المستخدم والمنتجات التي يهتم بها. فعلى سبيل المثال، عندما يزور العملاء موقعًا إلكترونيًا، يحلل الذكاء الاصطناعي سلوكهم اعتمادًا على العناصر التي يتم عرضها أو البحث عنها أو شراؤها بشكل متكرر، ويقوم بعد ذلك بتقديم توصيات حول المنتج الذي يشاهده العميل حاليًا أو يفكر في شرائه.
وبحسب الكاتب، يجب على العلامات التجارية مراعاة اهتمامات عملائها ومنحهم تجارب تلبي توقعاتهم أو تتجاوزها، مضيفًا أن التخصيص أمر بالغ الأهمية للشركات لتظل قادرة على المنافسة مع الاستثمار أيضا في تلبية السياسات التنظيمية الجديدة حول جمع واستخدام بيانات المستهلك.