دأب معظم المتخصصين في مجال الأعمال على التفكير في التضخم على أنه أمر سلبي للغاية بسبب ارتفاع التكاليف وتراجع قدرة العملاء الشرائية. ولكن هناك من رواد الأعمال من يرى في التضخم فرصة لاستكشاف طرق جديدة لجذب العملاء، وإجراء تغييرات كانت ضرورية منذ وقت طويل لتعزيز إنتاجية العمل وخفض التكاليف.
على سبيل المثال، يمكنك التفكير جديا في الاستثمار مع شركاء جدد، والتفكير جديا في التخلص من كل الأعمال الهامشية.
نشر موقع "آينك" (inc) الأميركي تقريرا لخبير ريادة الأعمال مارتن زويلنج وجّه فيه بعض النصائح وقدّم الإستراتيجيات ذات الأولوية التي من الممكن أن يستفيد منها أصحاب الأعمال، والتي من الممكن أن تكون بمثابة نقطة انطلاق لتقليل التأثيرات السلبية للتضخم الحالي على أعمالهم، أو تحويله إلى عامل إيجابي، جاء منها ما يلي:
يقول الكاتب إنه حان الوقت الآن للتواصل مع العملاء الحاليين الراضين عما تقدمه الشركة لتكرار الشراء، إذ إن تحقيق المزيد من الإيرادات من عملائك السابقين أقل تكلفة من الحصول على عملاء جدد.
استخدام القنوات الرقمية للتواصل، بما في ذلك البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي والمواقع المتخصصة، مع تقديم العروض الترويجية، سيكون لذلك أثر إيجابي بكل تأكيد.
دفع التضخم المستهلكين لإعادة التفكير في عادات إنفاقهم، وبينما يبحثون عن طرق جديدة لتوفير المال وخفض الإنفاق، يمكنك جلب انتباههم والاستفادة من خلال توفير خدمات جديدة أو خط إنتاج موسع. ربما حان الوقت للتوسع عبر الإنترنت من خلال منصات مثل "أمازون"(Amazon).
لا تعرض عملك للضغط من قبل العاملين فيه، إذا كان لديك بعض الوظائف التي قد يكون أداؤها ضعيفا بسبب نقص المهارات، يجب أن تبحث فورا عن مصادر خارجية بأقل تكلفة لتعويض ذلك.
في ظل توفر خدمة الإنترنت في جميع أنحاء العالم، لم تعد الاستعانة بمصادر خارجية لأداء العمل تتطلب تكاليف السفر والتواصل المرتبطة بالعمل عن بُعد. يمكن لموظفيك العمل من منازلهم والاستعانة بتطبيق "زوم" (Zoom) للقيام بعملهم على أكمل وجه.
في أوقات التضخم، سيتفاعل العملاء بشكل إيجابي مع الخدمات الجديدة، مثل خدمات الاشتراك أو خدمات الترويج للحصول على مزيد من التخفيضات. على سبيل المثال، تنسب أمازون وجيف بيزوس الكثير من نموهما المستمر، حتى في الأوقات الصعبة، إلى ما يعرف بـ"تجارب" التغيير. يعتقد بيزوس أنك إذا ضاعفت عدد التجارب التي تجريها سنويا، فسوف تضاعف قدرتك على النمو.
حان الوقت الآن للقيام بالتغييرات التي تضمن تحقيق التوازن بين المصروفات والموارد والتي لطالما كنت تؤجلها. التقليص الأخير للعمال في بعض الشركات الكبرى يعني وجود موظفين ذوي مهارات عالية في السوق الآن، لذلك قد تستطيع تغيير بعض الموظفين لديك ورفع إنتاجية أعمالك، وبالتالي تقليل التكاليف الإجمالية أثناء الاستعداد لتحقيق نمو جديد.
وفي تقرير آخر للكاتب لويس موسكا بموقع "فوربس" (Forbes) الاقتصادي، ذكر الكاتب أنهم في "أميركان مانجمنت سيرفيزيس"(American Management Services)، وهي شركة استشارات مالية، يتشاورون مع أصحاب الأعمال بشأن كيفية تخصيص خطة لحماية أعمالهم خلال أي أزمة مالية.
ويستعرض الكاتب أهم المجالات الأساسية لنشاطك التجاري، وأكد أنه لابد من التركيز على 3 عناصر لحماية أعمالك التجارية وهي:
ويجب العمل على هذه المجالات الثلاثة معا، وكل منها يعتمد على نجاح المجالات الأخرى، وتعرف بالحلقة المغلقة.
وأشار الكاتب إلى ضرورة تقييم وضعك الحالي، ثم صمّم خططا عملية وقابلة للتحقيق، وقم بتطويرها وتنفيذها للتغلب على التحديات التي تواجهك. ويجب أن تكون قائدا وظيفيا ومتسقا من خلال الممارسة، وليس فقط على الورق.
وتعد الإنتاجية أمرا حيويا لبقاء شركتك، لذلك ينصح الكاتب بوضع خطة تعويض قائمة على الحوافز لضمان أقصى إنتاجية، وهذا سيجعل موظفيك متحمسين للغاية لتحقيق النتائج، بغض النظر عن مدى تأثر الإيرادات.