حذر هوو بيل، كبير خبراء الاقتصاد في بنك إنجلترا "البنك المركزي" من رفع البنك تكاليف الاقتراض بشكل كبير.
جاء تحذير بيل، بعد يوم من رفع البنك المركزي أسعار الفائدة، بواقع 0.5 نقطة مئوية، لتصل إلى 4 في المائة. لكنه أشار إلى أنه ربما يبطئ من النشاط الأخير لرفع أسعار الفائدة، طبقا لما ذكرته وكالة الأنباء البريطانية "بي.أيه.ميديا" أمس.
وقال بيل لـ"راديو تايمز" إنه من المهم ألا يفعل البنك ذلك "كثيرا جدا"، على الرغم من اعترافه بأن التضخم في بريطانيا "مرتفع بشكل كبير".
وأضاف "يتعين علينا أن ندرك أننا فعلنا الكثير مع السياسة النقدية بالفعل".
وتابع "ارتفعت أسعار الفائدة بواقع نحو 400 نقطة أساس (4 نقاط مئوية)".
وأضاف أن التأثيرات الكاملة للارتفاعات الأخيرة في أسعار الفائدة لم تنعكس بالكامل على الاقتصاد البريطاني.
وتشهد بريطانيا إضرابات في عدة قطاعات للمطالبة بزيادة الأجور لتواكب ارتفاع تكاليف المعيشة.
وتعطلت حركة القطارات أمس في بريطانيا، حيث يطالب عمال السكك الحديد بزيادة أجورهم وبظروف عمل أفضل، في حين لم يتراجع زخم التحركات الاجتماعية في مواجهة ارتفاع الأسعار.
وأعلنت شركات السكك الحديد اضطرابات كبيرة. واضطر بعضها إلى إلغاء جميع الرحلات.
وهو الإضراب الثاني لعمال السكك الحديد في بريطانيا في غضون ثلاثة أيام بعدما شاركوا الأربعاء إلى جانب معلمين ومسؤولين حكوميين في أكبر إضراب في البلاد منذ عقد.
ودعت نقابتا "الجمعية التشاركية لمهندسي القاطرات ورجال الإطفاء" (أسليف) و"الاتحاد الوطني لعمال سكك الحديد والبحرية والنقل" (آر إم تي) إلى هذا الإضراب.
وتطالب النقابتان بزيادة أجور عمال السكك الحديد وتحسين ظروف العمل في حين تعاني البلاد تضخما بلغ أكثر من 10 في المائة منذ أشهر.
وندد ممثلو شركات القطارات برفض النقابات اقتراح بزيادة أجور السائقين 8 في المائة على مدى عامين. وقال سيمون ويلر من نقابة أسليف لـ"برس أسوسييشن" إنه "طلب منا وقف المفاوضات الجماعية". وأضاف "كان من الواضح أن هذا الاتفاق سيرفض وصمم ليفشل".
وردت مجموعة رايل ديليفري التي تمثل الشركات قائلة "كنا نأمل أن يشارك ممثلو أسليف بطريقة بناءة لدفع المفاوضات بدلا من تنظيم إضرابات جديدة غير مجدية". وأضافت منظمة أصحاب الأعمال "لا يسعنا إلا أن نعتذر عن الاضطرابات".
وتزداد التحركات الاجتماعية في كل القطاعات في المملكة المتحدة في مواجهة أزمة غلاء المعيشة. وتنفذ الممرضات الإثنين المقبل إضرابا مرة جديدة، بعد توقفهن عن العمل بشكل غير مسبوق في ديسمبر.
وتحظى هذه التحركات غير المسبوقة منذ ثمانينيات القرن الماضي في عهد رئيسة الوزراء مارجريت تاتشر بدعم شعبي نسبي، خصوصا في قطاعات الصحة، لكن ما زالت حكومة المحافظين تتمسك بموقف حازم وتريد إصدار تشريعات للحد من حق الإضراب.
وأكد رئيس الوزراء ريشي سوناك في مقابلة عبر قناة "توك تي في" أنه "يرغب في منح الممرضات زيادة كبيرة" إذا استطاع. وقال "لكنها مسألة اختيار"، مشيرا إلى أن الحكومة أنفقت "مبالغ كبيرة" في مجال خدمات الصحة العامة، رغم الأزمة.
وعرقل الإضراب الجماعي أمس شبكة السكك الحديدية البريطانية، حيث حذرت أكبر نقابات سائقي القطارات من الإعلان عن مزيد من الإضرابات ما لم تؤد المحادثات الأسبوع المقبل إلى انفراجة.
وأفادت نقابة "أسليف" العمالية بأن ما يربو على 12 ألف سائق بدأوا إضرابا، لتتعطل الخدمات على 15 من خطوط القطارات الرئيسة في المملكة المتحدة، وتم إغلاق محطات كبرى في العاصمة مثل جسر لندن وفيكتوريا.
والأربعاء، دخل نصف مليون عامل في عديد من القطاعات العامة، من بينهم معلمون ومسؤولو حرس الحدود احتجاجا ضد انخفاض زيادة الرواتب عن معدل التضخم.
وقال ميك ويلان الأمين العام لنقابة "أسليف" أمس إن المحادثات لم تسفر عن تقدم. لكن إذاعة "إل بي سي" نقلت عنه قوله "نرغب في حل، لا يرغب أعضاء نقابتي في أن يخسروا أموالهم، ولا يرغبون في أن يتم تجاهلهم".
ومن المقرر أن يتم استئناف المحادثات بين "أسليف" وممثلي شركات تشغيل القطارات الثلاثاء المقبل. وحذر ويلان من أنه يمكن تنظيم مزيد من الإضرابات قبل نهاية الشهر الجاري ما لم يتم التوصل إلى اتفاق. وقال الأربعاء "سندخل الإضراب على أساس مكاننا وعلى حسب نجاح المحادثات وما إذا كنا نعتقد أنه سيكون هناك أي تحرك، وسنتخذ قرارا بناء على ذلك لاحقا".
وأضاف "أتصور أنه إن لم يكن هناك تحرك، ستكون هناك مزيد من مواعيد الإضراب"