logo

القصة الكاملة لانهيار بنك السيليكون فالي

12 مارس 2023 ، آخر تحديث: 12 مارس 2023
القصة الكاملة لانهيار بنك السيليكون فالي
القصة الكاملة لانهيار بنك السيليكون فالي

جمعة سوداء، تعرض لها القطاع المصرفي في الولايات المتحدة، أول أمس، بالإعلان رسميا عن إغلاق بنك السيليكون فالي "SVB"، والذي كانت لديه ودائع تفوق 170 مليار دولار، أي 10 أضعاف القطاع المصرفي الفلسطيني.

أول أمس الجمعة، أعلنت الجهات المنظمة للخدمات المصرفية في كاليفورنيا عن غلق مجموعة "SVB"، وذلك في أكبر انهيار مصرفي منذ الأزمة المالية العالمية.

يأتي ذلك، بينما تحركت الجهات المنظمة، سريعا، لحماية المودعين في البنك الذي يركز أنشطته على الشركات الناشئة خاصة في القطاع التكنولوجي.

وأفاد بيان، بأن الجهة التنظيمية أسندت الوصاية القضائية على البنك إلى المؤسسة الاتحادية لتأمين الودائع التي ستتصرف في أصوله.

ومن المقرر إعادة فتح المكتب الرئيسي وجميع فروع بنك وادي السيليكون في 13 مارس/آذار، وسيتمكن جميع أصحاب الودائع المؤمن عليها من الوصول بشكل كامل إلى ودائعهم.

ماذا جرى؟

واجه البنك أزمة حادة أدت إلى إفلاسه، مرتبطة بارتفاع أسعار الفوائد المستحقة عليه لصالح المودعين، بينما لا يملك السيولة الكافية للدفع، في وقت تتراجع عملياته التمويلية، بفعل أسعار الفائدة المرتفعة، والتي قلصت من الإقبال على الاقتراض.

وجاء الاضطراب في أعقاب إعلان مفاجئ من شركة SVB ومقرها سانتا كلارا بكاليفورنيا أنها ستصدر 2.25 مليار دولار من الأسهم لتعزيز مركزها الرأسمالي، بعد خسارة كبيرة في محفظتها الاستثمارية.

انخفض السهم بنسبة 24% في تداول ما قبل السوق قبل افتتاح البورصات في نيويورك يوم الجمعة، بعد أن تراجع السهم بأكثر من 59% في تعاملات الخميس، إلى أدنى مستوى إغلاق لها منذ سبتمبر/أيلول 2016.

هذه الأزمة، أدت لأن تسجل السندات انخفاضا قياسيا، مما أدى إلى عمليات بيع واسعة النطاق لأسهم البنوك الأمريكية التي امتدت أيضا إلى آسيا وأوروبا.

بالتزامن مع ذلك، طلب أصحاب شركات ناشئة من المدراء التنفيذين لتلك الشركات بسحب أموالهم من بنك SVB بحسب ما أوردته وكالة أنباء بلومبرغ، إذ يعتبر البنك أحد أكبر المقرضين للشركات الناشئة الأمريكية.

وعقد الرئيس التنفيذي لمجموعة SVB المالية، جريج بيكر، مؤتمرا عبر الهاتف، الخميس، نصح فيه عملاء بنك وادي السيليكون المملوك لـ SVB بـ "التزام الهدوء" وسط مخاوف بشأن الوضع المالي للبنك.

وفي مذكرة إلى الشركات، قالت مؤسسة Founder Collective اليوم الجمعة: "على المدى الطويل، لا نعتقد أن الودائع معرضة للخطر على الأرجح، ولكن من الصعب التنبؤ بالمدى الأقصر".

وعلى الرغم من أن بنك "SVB" صغير نسبيا، إلا أنه يفتح الباب أمام مخاطر الفوائد المرتفعة على الودائع والمحافظ الاستثمارية التي تعاني منها البنوك حول العالم.

بلغت قيمة الودائع "Deposits" لدى SVB حوالي 60 مليار دولار في الربع الأول من 2020 لتصل إلى 190 مليار دولار في الربع الأول من 2022.

ومع ارتفاع قيمة الودائع "الكاش" لدى البنك استثمرت SVB في سندات الخزانة الأمريكة طويلة الأجل US-30Y و Mortage Backed Securities MBS لترتفع المحفظة الاستثمارية للبنك من 27 مليار دولار في 2020 إلى 128 مليار دولار في نهاية 2021.

المشكلة بدأت عندما بدأ الفيدرالي برفع أسعار الفائدة، ليليها تراجع في قيمة السندات وارتفاع في عوائد السندات قصيرة الأجل T-Bills لكن ماعلاقة ذلك ب SVB؟

أولا: كما هو معروف فالبنوك تقدم نسبة فائدة على أموال الزبائن المودعة لدى البنك لكن لما ترتفع عوائد السندات وخاصة قصيرة الأجل يقوم الزبائن بسحب أموالهم من البنك ويضعونها في السندات لأنها تقدم عوائد أعلى من نسبة فائدة البنك.

بلغت عوائد سندات 3 أشهر نحو 5%، وبالتالي أصبحت السندات القصيرة الأجل أكثر جاذبية من نظيرتها طويلة الأجل US-30Y %3.17" وأكثر جاذبية من الودائع في البنك.

ثانيا: تراجع قيمة المحفظة الاستثمارية للبنك بسبب تراجع السندات طويلة الأجل حيث وصلت الخسائر غير المحققة unrealized losses إلى 17 مليار دولار في نهاية 2022.

انخفضت قيمة ودائع الزبائن لدى البنك من 200 مليار دولار في مارس 2022 إلى 173 مليار في نهاية 2022.
بداية الانهيار :

في الأربعاء 8 مارس 2023 أعلن البنك عن خطوتين للإيفاء بالتزاماتها تجاه سحوبات الزبائن Withdrawals:
بيع ما قيمته 21 مليار دولار من محفظتها على خسائر بـ 1.8 مليار؛ والإعلان عن طرح 2.25 مليار دولار من الأسهم.

يوم الخميس 9 مارس 2023، وصلت طلبات السحب للزبائن إلى 42 مليار دولار مؤدية إلى Bank run، أي هرولة المودعين للبنوك لسحب أموالهم، أما قيمة سهم البنك فتراجعت بأكثر من 60% في جلسة واحدة.

أخبار ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة لموقع البوصلة الاقتصادي © 2024