تأخذ سوق الأسهم المستثمرين في رحلة مثيرة لها انخفاضات مرعبة مع بلوغ التضخم أعلى مستوى له خلال 40 عامًا وتواصل ارتفاع أسعار الفائدة، وتجاوز أسعار البنزين 5 دولارات للغالون، وتراجع قيمة العملات المشفرة، مما يدل على وجود ركود أو احتمال كبير لحدوث ركود لا مفر منه.
ونظرًا للتأثير الخطير الذي خلّفه الركود الكبير لعام 2008، فإن التزام الهدوء أو الانتظار فقط قد لا يكون كافيا هذه المرة للتعامل مع مشاعر القلق التي تسيطر عليك بشأن رفاهيتك المالية. وما عليك تجنبه بالتأكيد هو اتخاذ خطوات بناءً على مخاوف من الركود من شأنها أن تجعلك في وضع مالي أسوأ.
وذكرت الكاتبة ميشيل سينغليتاري، في هذا التقرير الذي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" (washingtonpost) الأميركية، أن فترات الركود لا تدوم إلى الأبد بل تستمر في المتوسط 11 شهرا، بينما استمر أقصر ركود على الإطلاق -وهو ركود عام 2020 الناجم عن الجائحة- 3 أشهر فقط. وفيما يلي 7 نصائح لحماية نفسك سواء كان هناك ركود محتمل أم لا.
هذا الأسبوع، انزلق مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) إلى معدلات السوق الهابطة التي تعرف بانخفاض بنسبة 20% من آخر أعلى مستوى لها. ومنذ عام 1950، يقدّر متوسط مدة استمرار السوق الهابطة بحوالي 418 يومًا، وذلك وفقًا لأنتوني ساغليمبين محلل الأسواق العالمية في شركة "أميريبرايز فاينانشال" (Amirprize Financial).
وقد اقترح ساغليمبين أنه يمكن الاستفادة من هذه السوق من خلال التركيز على الشركات التي لديها ميزانيات وتدفق نقدي قوي ومنتجات يستخدمها المستهلكون ويحتاجون إليها.
وحسب كريستين بنز، مديرة التمويل الشخصي في شركة "مورنينغستار"(Morningstar) فإنه "غالبا ما تشهد شركات الرعاية الصحية والمواد الاستهلاكية أداءً جيدًا في البيئات التي تشهد ركودًا لأن حاجة الناس إلى منتجاتها لا تقل بغض النظر عن البيئة الاقتصادية".
قد تكون السوق الهابطة الوقت المناسب للاستفادة من إستراتيجية "متوسط التكلفة بالدولار"، أي أن تستثمر نفس المبلغ من المال بانتظام بغض النظر عن فترات الصعود والهبوط التي تشهدها السوق. ورغم تعرض الأسهم للتقلبات في الوقت الحالي، فإنها تتعافى جيدا مع مرور الوقت بعد انقضاء الركود.
قد يحاول العديد من الأشخاص المراوغة في التداول، أي أنهم يفكرون في الخروج من سوق الأسهم أو تقليل مقدار استثمارهم إلى أن تتحسن الأمور، لكن من المستحيل معرفة أفضل وقت للخروج من هذه السوق والعودة إليها.
وأشار ساغليمبين إلى أنه بمجرد بلوغ النقطة المنخفضة في السوق الهابطة، فإن عوائد الأسهم لمؤشر "إس آند بي 500" تميل إلى أن تكون أعلى من المتوسط. وأضاف "نحن ندرّب المستثمرين والمستشارين، الذين يجدون أنفسهم في خضم ركود أو سوق هابطة، على تجنّب أي تعديلات كبيرة في التخصيص حتى يهدأ الوضع. وأسوأ شيء يمكن أن يفعله المستثمر الآن هو محاولة ضبط وقت الانسحاب من السوق".
قال مات شولز كبير محللي الائتمان في شركة "لاندينغ تري" (Landing Tree) "تتمثّل الخطوة الأولى لأي شخص لديه بطاقة ائتمان في سداد أرصدته في أسرع وقت ممكن، لأن الركود يتسبّب في ارتفاع أسعار الفائدة بسرعة".
وأشارت الكاتبة إلى أن إحدى طرق التعامل مع الديون تتمثّل في الحصول على قرض شخصي منخفض الفائدة أو التسجيل للحصول على بطاقة ائتمان لتحويل الرصيد. ويمكنك التخلص من الديون بشكل أسرع إذا قمت بتحويل الديون ذات الفائدة المرتفعة إلى بطاقة ائتمان بمعدل فائدة صفري، لكن هذه البطاقة قد لا تكون متوفّرة للجميع.
تنصح الكاتبة بالادخار عندما تكون لديك أموال إضافية لأن الركود يمكن أن يغير ظروفك بسرعة. وإذا لم يكن لديك صندوق طوارئ جيّد، تجنّب المصاريف الزائدة أو المشاريع غير الضرورية. وتذكّر أيضًا أن تخزين ما يعادل 3 إلى 6 أشهر من نفقات المعيشة قد لا يكون كافيا في مرحلة لاحقة.
قد يتمكّن العمال الأصغر سنا بفضل مرونة أسلوب حياتهم من الحصول على رفيق سكن أو اثنين أو تبديل الوظائف للاستفادة من فرص العمل الجديدة، ما من شأنه أن يساعدهم على جمع احتياطيات طوارئ كافية لمدة تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر. أما إذا كنت أكبر سنا ولا يمكنك تغيير وضعك السكني أو وظيفتك أو كليهما، فعليك تجميع ما يكفي من المدخرات لمدة عام أو اكتساب أصول يمكنك تحويلها إلى سيولة بسهولة.
بالإضافة إلى وجود صندوق لفترات الركود الصعبة، توصي بنز بإيجاد مصدر آخر للأموال الإضافية في حال احتجت إليها عند الضرورة. وذكرت بنز أن خط ائتمان ملكية المنزل قد يكون أفضل مصدر للأموال الإضافية في هذه الحالة.
عندما تنخفض قيمة الأسهم، عادة ما تعمل السندات على موازنة حيازات أسهمك الخاصة، لكن أسعار السندات تضررت كذلك في هذه الفترة. ومع ذلك، أشارت بنز إلى أن السندات تمكنت من الصمود بشكل أفضل من أي قطاع آخر في السوق تقريبًا خلال فترات الركود السابقة. لذلك، لا يجب التخلي عن هذه السندات حتى لو لم تكن تقدّم أداءً جيّدًا.
أوضحت الكاتبة أن هناك عددا قياسيا من فرص العمل الشاغرة بينما بلغ معدل البطالة 3.6%. ووفقا لوزارة العمل الأميركية، شهد الاقتصاد مكاسب وظيفية في مجالات النقل والتخزين والترفيه والضيافة والتعليم والخدمات الصحية والوظائف الحكومية.
وحتى إذا لم تكن بحاجة إلى المال في الوقت الحالي، فقد يكون الوقت مناسبا للبحث عن وظيفة ثانية أو عمل إضافي في اقتصاد الوظائف المؤقتة لزيادة دخلك ومدخراتك.