نشر موقع "سي إن بي سي" (cnbc) تقريرا عرض فيه 5 نصائح أدلى بها للموقع خبراء ماليون معتمدون أكدوا أنها يمكن أن تساعد من يريد ربح مزيد من المال على تحقيق هذا الهدف بنجاح. واستهلّ الكاتب تقريره بالقول إن تبنّي عادات مالية جيدة يمكن أن تؤتي ثمارها بسهولة. ويتناول التقرير النصائح الخمس على النحو الآتي:
وفي هذا الشأن يؤكد التقرير أن أي خطة مالية جيدة تبدأ بميزانية، وأن تحليل نفقاتك للعام الماضي يمكن أن يساعدك على إنشاء أهداف ذكية للسنة الجديدة.
ويشير التقرير إلى ما قالته كاسيا مارتشيك، رئيسة "أنكور ويلث غروب" (Anchor Wealth Group) التي تتخذ من فلوريدا مقرا لها، فقد قالت "يمكنك النظر إلى العام الماضي لترى ما فعلته وما أنت سعيد به، فالنظر إلى الماضي يساعدك على معرفة ما تريد إنفاقه حقا للمضي قدما إلى الأمام"، وتشير أنكور إلى أنه ينبغي أن يتضمن جزء من هذا التحليل أخطاء الإنفاق التي ارتكبتها.
لكن دينيس مورتون، المؤسس المشارك لشركة "مورتون براون فاميلي ويلث" (Morton Brown Family Wealth) ومقرها بنسلفانيا، يقول إن من المهم بالقدر نفسه أن "تشعر بالفخر" بما قمت به بشكل جيد. ويضيف مورتون "انظر إلى الوراء على مدى الأشهر الـ12 الماضية، ثم قل: ماذا تعلمت؟ وامنح نفسك نجاحين هنا لتدرك أنك قادر على إحداث تغيير إيجابي، ثم استدر وقل: الآن، ما الخطوات الصغيرة التي يمكنني القيام بها صوب الأهداف الكبرى؟".
وتقول مارتشيك "عند بناء ميزانيتك الجديدة لهذا العام، اهتمّ بمراجعتها مرة واحدة في الشهر، خاصة إذا كانت المرة الأولى التي تضع فيها ميزانية. وتضيف "وبهذه الطريقة، يمكنك التأكد باستمرار من أن كل شيء يسير في مساره الصحيح، وإذا لزم الأمر قم بإجراء تعديلات في الوقت المناسب"، وتتابع "إن المراجعة الشهرية أمر بالغ الأهمية لأنك حينئذ يمكنك أن ترى أين موقعك في مسيرة تقدمك".
وفي هذا الصدد، يقول التقرير إن أي خبير تحدث إليه موقع "سي إن بي سي ميك إت" (cnbc.make-it) سلّم بصحة العبارة التي تقول "إذا كنت لا تكتب أهدافك، فإنك ستجد صعوبة في تحقيقها".
وهو ما ينطبق أيضًا على الأهداف القصيرة الأجل، مثل الادّخار لشراء سيارة أو منزل، والأهداف الطويلة الأجل مثل ادّخار مال التقاعد، وهو مهم للأزواج بشكل خاص، فالتواصل بخصوص الشؤون المالية يعدّ أمرا جوهريا.
ويقول مورتون "إذا كان كل شيء في رأس شخص واحد، فمن شأن ذلك أن يكون مربكا عند الحديث عن قرارات كبيرة"، ويضيف "أعتقد أن تدوين هذا الأمر على الورق يجعل التواصل سهلًا عندما يكون هناك أكثر من شخص واحد يشارك في صنع القرار المالي".
يقول التقرير إن العقبة الكبرى أمام تحقيق الأهداف المالية في كثير من الأحيان هي ببساطة أن الناس لا يضعون لها نسق أولويات صحيحا. وتقول مارتشيك "إذا أنشأت حساب توفير وقلت: حسنا، دعني أنظر ما تبقى في نهاية الشهر، وسأدّخر ذلك، فإنك إذن غالبًا لن تصل إلى ما تريد الوصول إليه. وبدلا من ذلك، عندما تتلقى راتبك، ضع جانبًا الأموال التي تريد توفيرها أو استثمارها أولا، ثم ابدأ الإنفاق عقب ذلك". ويذكر التقرير أنه في عام 2019 قال المليونير غرانت ساباتييه لشبكة "سي إن بي سي ميك إت" إن هذه الإستراتيجية ساعدته على تنمية حسابه المصرفي إلى مليون دولار في 5 سنوات. وينطبق المفهوم ذاته على أي زيادة أو مكافأة تلقيتها في نهاية العام، فهذا المال الإضافي يمكن أن يساعد في زيادة قيمة مدّخراتك واستثماراتك.
ويقول تشارلز ساكس، كبير مسؤولي الاستثمار في "كوفمان روسين ويلث" (Kaufman Rossin Wealth) ومقرها ميامي، "إنه الوقت المثالي للدخول وادّخار المزيد، عليك بوضع بعض منها في استثماراتك قبل أن تصل إلى يديك الصغيرتين الجشعتين".
يقول ساكس لعملائه إنهم إذا بذلوا جهدا مركّزا لتعلم ما يختص بالمال، حتى لو لم يكن لهم اهتمام بالمواضيع المالية، فإن ذلك يمكّنهم من اتخاذ قرارات مالية سليمة طوال حياتهم. ويضيف ساكس "تظاهر بأن المال وعلوم المال والاستثمار هوايتك المفضلة الجديدة"، ويقول "ابحث عن مرشدك، ربما قد يكون أحد المؤثرين في تيك توك من البارعين في ما يختص بادّخار الأموال، أو ربما تكون مجلة أو كتابا". ويوصي ساكس المبتدئين بالاطلاع على كتاب مجاني بعنوان "بناء الثروة" (Building Wealth) نشره بنك الاحتياطي الفدرالي في دالاس، ويؤكد أنه يمكن الحصول على الكتاب عبر الإنترنت كما أنه متاح بالنسخة الورقية حسب الطلب.
ويقول ساكس "يمكن القول إن تدريب دماغك على التعرف على المال سيدرّ أرباحا أكثر من أي شيء آخر تفعله على الإطلاق".
يقول مورتون إن من السهل العثور على أعذار للتدليل على أن التوقيت غير مناسب؛ ربما هي سوق متدنّية، أو ربما كنت تتعامل مع مسائل شخصية، ولكن يجب عليك أن تجد طريقة للبدء على الفور. ويضيف "الشيء المحبط الذي نسمعه في بعض الأحيان هو عندما يعتقد الناس أن ثمة وقتا مناسبا للبدء؛ هذا يذكرني بذلك المثل الذي يقول إن أفضل وقت لزراعة شجرة كان في العام الماضي، والوقت التالي الأفضل هو الآن".
ومنطقه في ذلك أنك كلما أسرعت في البدء زاد الوقت الذي يجب أن تنمو فيه أموالك. وعندما كنت تخطط لعقود من الزمن في المستقبل، فإنه حتى السنة الأولى القاسية من الادخار أو الاستثمار ينبغي أن تكون مجرد ومضة فقط لا أكثر.
ويختم مورتون بالقول "بمجرد أن تشرع في وضع الأمور في سياق التفكير على المدى البعيد، فسرعان ما تبدأ تبديد بعض من هذه المخاوف. شهرا كان أو سنة فإنها في الحقيقة مجرد مدة قصيرة جدا من الوقت للقلق بشأنها".