على عكس الاستثمار في العملات التقليدية، لا يتم إصدار البيتكوين من قبل بنك مركزي أو بدعم من الحكومات، لذلك، فإن السياسة النقدية ومعدلات التضخم وقياسات النمو الاقتصادي التي تؤثر عادة على قيمة أي عملة ورقية لا تنطبق على نظام تحديد سعر البيتكوين.
إذا كنت تريد فهم الطريقة التي تتحرك بها أسعار العملات الرقمية، فإليك 4 عوامل أساسية تؤثر على أسعارها ارتفاعا وهبوطا نشرها في تقرير مفصل موقع "إنفستوبيديا"(investopedia) الأميركي المهتم بشؤون الاستثمار.
عملة البيتكوين تتأثر مثل باقي العملات ككل بعملية العرض والطلب وهو مبدأ اقتصادي رئيسي، لذا إن قل الطلب على البيتكوين ينخفض سعرها والعكس إن كان الطلب مرتفعا ستزيد قيمة البيتكوين.
كذلك يرتبط سعر البيتكوين بعنصر الندرة الذي يرفع الأسعار ويمثل أحد العوامل التي أدت إلى ارتفاع سعر البيتكوين إلى أعلى مستوياته. حيث يتوقف إنتاج البيتكوين عند 21 مليون بيتكوين وهو منخفض نسبيا مقارنة بباقي العملات الرقمية الأخرى، بينما ارتفع الطلب في السنوات الأخيرة.
تعد المضاربة واحدة من العوامل التي تؤثر بشكل كبير على سعر عملة البيتكوين وتؤدي إلى ارتفاعها أو انخفاضها بشكل حاد.
ويطمح المضاربون بأن يجنوا أرباحا سريعة من خلال التعامل على البيتكوين لذلك يقومون بشرائها وبيعها بسرعة كبيرة وبشكل متكرر، مما يؤدي إلى تقلبات قصيرة الأجل في السعر.
وبشكل عام التذبذبات السريعة والقوية من الأمور التي تميِّزُ العملات الرقمية وتفتح شهيّة المتداولين، لأنها تخلُق فرصًا لكسب الأموال عبر البيع والشراء القصير المدى، لكنها بطبيعة الحال تأتي بمخاطر أعلى.
لا تزال بعض الدول لا تعترف بعملة البيتكوين، فهناك بعض الدول التي تمنعها وتحظر استخدامها.
وتميل أسعار العملات الرقمية للاستجابة سريعًا لأي قرارات بشأن تقنينها أو منعها، على سبيل المثال، عندما أعلنت اليابان عن اعتبار البيتكوين أداةً قانونية للتداول، ارتفع سعرها بقوة خلال 24 ساعة فقط. فاليابان التي كانت سابقا تمثل 1% فقط من حجم تداول البيتكوين وصلت بعد قرارها لتقنين التعامل بالعملات المشفرة إلى نسبة 6%، بل وحققت اليابان 55% من حجم التداول العالمي في بعض الأيام.
في حين أن دولة أخرى مثل الصين قامت بفرض إجراءات صارمة للغاية لمنع التعامل مع البيتكوين وهو ما أثر سلبا للغاية على سعر العملة في حينها.
يمكن للأحداث السياسية في العالم التي يبدو أنها لا علاقة لها بالعملات الرقمية أن تؤثر على أسعارها بشكل ملحوظ.
وتستفيد العملات الرقمية من اهتزاز الثقة في العملات الرسمية، فمثلا حدوث الاضطرابات في بعض الدول جعل الأشخاص يستخدمون العملات الرقمية بديلاً عن العملة التقليدية التي تتعامل بها الحكومات خوفًا من خسارة مادية تحدث لهم وعدم ثقة المستثمرين في وضع الأموال الورقية بسبب الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي تشهدها هذه الدول.
وعادة ما ينظر إلى هذه العملات المشفرة كأصول باعتبارها بديلا للعملات التقليدية التي تدعمها الحكومات، لذلك عندما يفقد المستثمرون الثقة في أموالهم الورقية بسبب التطورات الاقتصادية أو السياسية، يمكنهم اللجوء إلى البيتكوين، ما يؤدي إلى رفع الأسعار.
ويعتقد بعض الخبراء أن العملات الرقمية يمكن أن تحل مكان الحيازات الحقيقية للذهب كملاذ آمن للقيمة عندما تتحول الأمور إلى الأسوأ، ورغم أن مجلس الذهب العالمي يرى أن هذه الأصول متقلبة للغاية بما لا يؤهلها لأداء تلك المهمة، فإن المحللين يرجحون ارتفاعها مع اضطراب الأوضاع السياسية العالمية.