logo

شتاء التشفير ..هل حان وقت نهاية عصر العملات المشفرة أم فرصة الأذكياء للاستثمار؟

12 فبراير 2023 ، آخر تحديث: 12 فبراير 2023
هل حان وقت نهاية عصر العملات المشفرة أم فرصة الأذكياء للاستثمار؟
شتاء التشفير ..هل حان وقت نهاية عصر العملات المشفرة أم فرصة الأذكياء للاستثمار؟

على الرغم من أن العملات المشفرة فئة مستحدثة من الأصول فإن أداءها يقاس على غرار الأسواق المالية التقليدية مثل الأسهم والسندات، إذ تشهد فترات ازدهار وانهيار وتقلبات شديدة ومكاسب وخسائر.

ويصف الخبراء والمستثمرون في العملات المشفرة الفترة الحالية بأنها تشهد انكماشا (حجم تداول أقل).

ويحدث الانكماش أو ما يعرف بالركود في الأسواق المالية التقليدية عندما تنحسر قيمة سوق هذه العملات ككل بنسبة كبيرة لفترة طويلة، وتقود السوق في العادة عملات رئيسية مثل البيتكوين والإيثريوم.

ويطلق على الانكماش مصطلح آخر هو "شتاء التشفير"، وهو مصطلح صاغه محلل بيانات جنوب أفريقي يدعى يوجين إيتسيبيث في عام 2018، ويعيد الكثيرون أصل المصطلح إلى مسلسل الخيال الشهير "لعبة العروش" الذي يعني شتاء وشيكا طويلا وقاسيا.

وأول شتاء تشفير دام 3 سنوات، وذلك من أوائل 2018 إلى أواخر 2020، وفي تلك المرحلة بدأت تداولات العملات المشفرة تسجل أرقاما قياسية بتجاوز سعر البيتكوين 60 ألف دولار في منتصف مارس/آذار 2021، ثم تبعه انخفاض لفترة أقصر بكثير في أسعار العملات المشفرة استمر من أوائل مايو/أيار إلى منتصف أغسطس/آب من العام نفسه، لكن هذا الانكماش دام فترة قصيرة لدرجة أن البعض ربما يتردد في تسميته شتاء تشفير حقيقي واعتبروه هبوطا بسيطا.

وفي التقرير الذي نشرته مجلة "فوربس" (Forbes) الأميركية قالت الكاتبة فاران باول إنه عندما يتعلق الأمر بالتنبؤ بمستقبل سوق العملات المشفرة يؤكد معظم الخبراء أن "العملات المشفرة الأقوى" سوف تصمد في وجه هذه الموجة من الهبوط، مضيفة أنه "على الرغم من هذه الرياح المعاكسة فإن من المحتمل أن ينهض سوق العملات المشفرة مثل طائر الفينيق من رماد انبعاثه"، حسب وصف المجلة.

وتؤكد الكاتبة أن بعض المستثمرين يرون أن شتاء العملات المشفرة يخلق فرصة لهم لمضاعفة أرباحهم على المدى الطويل، وشراء العملات المشفرة بسعر مخفض، كما أنهم يراهنون على نموها بشكل مطرد بمجرد حلحلة الأزمة السياسية والاقتصادية العالمية.

وفي تقرير آخر نشره موقع "ذا ستريت" (The street) الأميركي أشار الكاتب جيريمي سالفوتشي إلى العوامل القابلة للتوقع والتي تساهم في انكماش سوق التشفير، ومنها:

  • التضخم وارتفاع أسعار الفائدة

في هذه الحالة يميل المستثمرون إلى نقل أموالهم بعيدا عن الاستثمارات الأكثر خطورة مثل أسهم شركات التكنولوجيا والعملات المشفرة إلى أصول أكثر أمانا ومدفوعة بالفائدة كالسندات والأسهم الممتازة، وهو ما يؤدي إلى انخفاض في أسعار تلك الأصول ذات المخاطر العالية، مما يتسبب في ركود العملات المشفرة.

  • الفضائح والأخبار السلبية

عندما يحدث شيء غير مرغوب فيه في عالم التشفير يلاحظ المستثمرون ذلك، وهذا يمكن أن يؤثر على الأسعار.

  • الاستسلام

تسيطر "عقلية القطيع" بسهولة على المستثمرين عندما تبدأ قيمة أي استثمار في الانخفاض، مما يؤدي إلى موجة من الاستسلام، وعندما يشعر المستثمرون بالذعر عند انخفاض الأسعار يلجؤون إلى عمليات البيع، مما يتسبب في انخفاض أكبر بالأسعار.

كيف يؤثر شتاء التشفير على المستثمرين والمؤسسات؟

يرى الكاتب أن التأثير الأكثر وضوحا لشتاء التشفير هو الخسارة المالية التي يتكبدها المستثمرون والأفراد والمؤسسات على حد سواء، فخلال كل شتاء تشفير يتعرض المستثمرون -الذين ترتبط محافظهم بشكل حصري تقريبا بالعملات المشفرة- لضربات مدمرة في صافي ثرواتهم، فيما يتعرض المستثمرون الذين لديهم محافظ أكثر تنوعا لخسائر أخف اعتمادا على تنوع أصولهم.

وأضاف الكاتب أن فقدان الوظائف وإغلاق المشاريع التجارية يعتبران نتيجة أخرى للركود المطول في سوق التشفير، وعندما يكون السوق في منحى تصاعدي تميل العديد من الشركات الجديدة إلى الاستثمار في مجال التبادل اللامركزي، وغالبا في عمليات التعدين والتبادلات الرقمية.

وعندما يشهد هذا السوق انكماشا يدوم لفترات متواصلة تنهار شركات التعدين الأصغر والأحدث ومنصات التبادل، فيما تضطر الشركات الأكبر والأكثر رسوخا لخفض التكاليف عن طريق عمليات تسريح جماعي للعمال.

متى ينتهي شتاء التشفير الحالي؟

بدأت قيمة عملة البيتكوين في الانخفاض من أعلى مستوى لها عند حوالي 65 ألف دولار في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، لتصل بعد حوالي عام إلى 16 ألف دولار نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

وشهدت العملة انتعاشة اعتبارا من أواخر يناير/كانون الثاني 2023 لتصل قيمتها إلى حوالي 23 ألف دولار، فهل اقترب شتاء التشفير الحالي من نهايته؟ أم أن الأسعار ستستمر في الهبوط حتى ينهار السوق كليا؟

يرجح الكاتب إمكانية استمرار العملات المشفرة في فقدان قيمتها حتى تخسر في النهاية شعبيتها تماما، وذلك نظرا لأن العملات المشفرة هي صناعة حديثة العهد وانتقدها العديد من المتخصصين الماليين لافتقارها إلى "القيمة الجوهرية".

وبما أن العديد من الأفراد والشركات والمؤسسات لديهم أموال مرتبطة بعالم التشفير فإنه بمجرد انخفاض أسعار الفائدة واستقرار التضخم يمكن للصناعة (أو على الأقل اللاعبين الرئيسيين مثل البيتكوين والإيثريوم) الازدهار من جديد.

وحسب خبراء، فإنه حتى بعودة التفاؤل لا تزال أسعار العملات المشفرة بعيدة عن الأرقام القياسية المسجلة في نهاية عام 2021.

أخبار ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة لموقع البوصلة الاقتصادي © 2024